الأربعاء، 2 مايو 2012

العلاقات العامة


        نمت العلاقات العامة كمفهوم إداري وعمل مؤسسي سريعا في الخمسين عاما الماضية ، وذلك نتيجة حتمية للتطورات الحاصلة في المجتمع الحديث ، والقوة المتزايدة للرأي العام ، وأصبحت العلاقات بين الأفراد في المنشأة أحد أهم مقومات تطورها ونموها
                ( إدارة العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية بالمملكة / معهد الإدارة ) 
أقرب تعريف للعلاقات العامة : أنها مهمة عملية تسعى لتنشيط العمليات الاتصالية  الإنسانية والعملية بين أعضاء المؤسسة التربوية ، من خلال الفهم المتبادل بينهم وبين بعضهم أو بينهم وبين المجتمع الخارجي ، بما يزيد من التعاون المشترك ، الذي يعمل إيجاد الثقة المتبادلة ؛ لمعرفة الاحتياجات ، ومواجهة المشكلات ، واقتراح الحلول بشيء من المكاشفة المنضبطة التي تزيد من فاعلية المؤسسة التربوية
وهي ـ ببساطة ـ تحقيق عملي للمثل العربي   " عامل الناس بقدر ما تحب أن يعاملوك به " 
            كل ما سيرد في هذا الباب يتناول دور العلاقات العامة وتحديد أدوارها سواء في المؤسسة التربوية الإدارية وهي إدارة التعليم ممثلة في وحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي ، أو في المدرسة التي تعد المؤسسة الأولى لتبادر  إلى تفعيل هذا الدور ، ومن أهم وظائفها :
1 ـ العمل على كسب تأييد وثقة الرأي العام بإمداده بالمعلومات الصحيحة والحقائق ومشروعات الجهاز وخدماته 0
2 ـ نشر الوعي التربوي داخل وخارج الجهاز  
3 ـ خلق علاقة إيجابية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بين أعضاء الجهاز بما يساعد في زيادة العطاء والإخلاص في العمل ومن ذلك :
ـ تكوين الجمعيات والأندية العلمية والأدبية والاجتماعية  مثل جمعية لقدامى الخريجين ممن تخرجوا من المدرسة ، وتبوءوا مناصب قيادية في المجتمع ، سواء من أرباب العلم والقلم ، أو من ذوي رؤوس الأعمال الذين يمكن أن يسهموا في توفير مستلزمات تعليمية ، أو تبني مشاريع مهمة لمدارسهم التي كان لها الفضل بعد الله فيما وصلوا إليه 
ـ تبني فكرة الصندوق الاجتماعي الذي يقدم الإعانات للمحتاجين 
ـ إقامة النشاطات الاجتماعية مثل : الرحلات والزيارات " الرسمية والترفيهية "
4 ـ العمل على الاستفادة من أفكار وتجارب الجماهير لزيادة فاعلية الأداء ، ومن ذلك :
ـ التواصل مع التربويين  ووسائل الإعلام ، وخلق علاقة إيجابية معهم ، والعمل على تصحيح المفاهيم أو المعلومات الخاطئة بخطاب علمي إنساني يميل إلى فتح الحوار الهادئ البعيد عن التشجنج ، والتبرم من الرأي الآخر ، وبالمقابل العمل على دعم التوجهات الإيجابية ، وحـث المجتمع على دعمها وربطها بقضاياه المختلفة
ـ تكوين بنك للمعلومات يجمع كافة المعلومات عن الجهاز الإداري ، وإداراته المتنوعة ، وأنشطته ، وكل ما يتعلق بالعمل اليومي وبسياسة الجهاز ككل ، وذلك لتكون الإدارة على دراية بكل التوجهات الآنية والمستقبلية بما يؤهلها للتواصل مع الآخرين على أسس علمية وقواعد منظمة وواضحة 5 ـ إصدار الكتيبات والنشرات والملصقات وإنتاج الأفلام وإقامة المعارض  ( المحرك الأساسي لتنفيذ وسائل الاتصال ) التي من شأنها أن تحقق الأهداف 
6 ـ تلقي استفسارات الوسط التربوي ، والإجابة عليها بعد وصول المعلومات من جهات الاختصاص في الإدارة " البريد المباشر " 
7 ـ دعم العلاقة بين الجهاز أو المؤسسة التربوية والجهات الأخرى في المجتمع 
                إذا اتفقنا على أن العلاقات العامة تشكل عملية هامة في تزويد الجمهور بكل الحقائق المتصلة بموضوع ما ، وتمكينه من تكوين آراء منطقية سليمة حول المسائل المتفق عليها أو ربما المختلف عليها ، فإن أكثر الناس معرفة هم أقدرهم على الوصول إلى آراء  واختيارات ذكية تقوم على أساس التفكير العقلي 
والحقيقة أنه عن طريق التعليم الرسمي واتساع نشر المعرفة بوسائل الاتصال الحديثة أصبح لدى الناس كثير من البيانات حول أي موضوع يطرأ في المجتمع 
من هنا يمكن أن نحدد أساليب ( الخطوات ) التي يمكن أن تتبعها وحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي لتحقيق الأهداف " ديناميكية العلاقات العامة "  في الآتي :
1 ـ البحث والتحري : وهي أهم الخطوات التي تنبني عليها المقومات الأساسية لنجاح نشاط العلاقات العامة ، فالجهاز أو المؤسسة التي تنتمي إليها هذه الإدارة بحاجة إلى معرفة آراء المجتمع وردود الفعل عند اتخاذ أي قرار أو تنفيذ أي نشاط ، لذا ينبغي الإجابة في نهاية البحث عن سؤال مهم مفاده : ماذا الذي يجري الآن ؟ 
2 ـ  التخطيط : وتشمل تحديد الأهداف القصيرة والطويلة المدى ، ورسم البرامج التنفيذية  وهنا ينبغي الإجابة عن : ما الذي يجب القيام به ؟
3 ـ التنفيذ : وهي الخطوة التي تتضمن القيام بتنفيذ البرنامج الموضوع من خلال     " التواصل " الذي يسعى إلى تحقيق الهدف الأساسي من البرنامج المعد سواء لتعريف المجتمع بالمعلومات المطلوبة  أو لخلق علاقة إنسانية واجتماعية في البيئة التربوية 00 وتجيب عن سؤال : كيف يمكن أن ننفذ الاتصال بأيسر السبل وأقواها تأثيرا ؟ ‍
4 ـ القياس والتقويم : وهنا تسعى الإدارة لمعرفة ما حققه البرنامج  وفي هذه الخطوة نجيب على السؤال الأساسي : ماذا حققنا من نتائج ؟
5 ـ التوثيق : حيث سيساعد ذلك في تدعيم بنك المعلومات للرجوع إليها عند الحاجة  وهنا نسأل : كيف نوثق هذا النشاط ليسهل الرجوع إليه عند الحاجة ؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق